0%
Still working...

مخالب المتعة لفاتحة مرشيد 

لطيفة لبصير: 

بعد دواوينها الشعرية، وبعد صدور روايتها الأولى “لحظات لا غير”. تعود الكاتبة فاتحة مرشيد برواية جديدة تحمل عنوان “مخالب المتعة”. 

تطرح الرواية فكرة أساسية تنبني على ال”جيغولو”، أو العشيق الأجير الذي يؤدي المتعة بثمن، وتبدأ بالتنقيب عن أسبابها وأسباب تفشيها في المجتمع المغربي. 

يحكي الرواية أمين وهو صديق ال”جيغولو”، هذا الأخير يجسد دور البطل الأساسي للرواية واسمه عزيز، وقد اختارت الروائية هذا الوسيط حتى تستطيع أن تتحدث عن البطل من الداخل والخارج، في جل تحولاته النفسية والاجتماعية، يلتقي عزيز مع امرأة اسمها ليلى وهي امرأة متزوجة وتكبره سنا، فتبدأ العلاقة المنبنية على المال، لكن سرعان ما تتغير هذه العلاقة باقتراح ليلى لسيدات أخريات يعشن نفس الأوضاع، سيدات متزوجات ومهملات من طرف أزواجهن تلتبس الأمور حين يسقط ال”جيغولو” ، في عشق ليلى وتبدأ هذه الأخيرة في إبعاده عنها حين تشعر أنها تبادله نفس العشق، لأن دوره تغير من وضعية الأجير إلى وضعية العشيق، وهو وضع آخر، تتغير فيه السبل والأشياء. ولذا يعود السارد إلى الوضعية الاقتصادية التي يعيشها عزيز، ويبحث في أسباب سقوطه في هذا الشرك، بسبب عدم وجود وظيفة، والبطالة طويلة الأمد. يقول عزيز حين يتحدث إلى صديقه أمين: ” لاأنكر أنني أحسست بالإهانة، لكن وقع دفء الآلف درهم على برودة جيبي سرعان ما جعل هذا الإحساس ينسحب إلى غير رجعة”. 

يبدو المال هو الدافع الرئيسي لوضعية العشيق الأجير، كما تبدو هذه المهنة وكأن لها قواعد تنظمها، فليس كل شخص يمكن أن يقوم بهذا الدور. “كل شيء يجب أن يدل على أنك خلقت لهذه الوظيفة وليس لغيرها…يجب أن تكون مقنعا إلى أبعد الحدود. كل شيء فيك مقنع: هيأتك، تسريحة شعرك، طريقة كلامك، هندامك، وحتى حذاؤك…ينبغي أن يدل على ذوقك الراقي، ومزاجك الصافي، وذكائك الفائق…حذاء ذكي”. 

تقدم الرواية أيضا شخصية أمين السارد الذي سيقع في حب بسمة وهي امرأة متزوجة دون أن يبحث عن مقابل، ومن خلال هذه الشخصيات تفتح الرواية وضعا آخر، وهو وضع السيدات المتزوجات اللواتي يملكن المال دون أن يكون لهن وجود حقيقي في حياة أزواجهن، بحيث يتجلين كنساء في حاجة إلى حنان وإحساس وجنس كي يقتلن أوقات الفراغ، فتصبح الوضعية مزدوجة، وضعية العشيق الذي ينتظر مالا، ووضعية الأنثى المهملة التي هي في حاجة إلى متعة تقتل بها الوقت. تقلب الرواية وضعية ال”جيغولو” إلى عشيق لايرغب إلا في المرأة الأولى التي عرفها، ويتحول عزيز من ال”جيغولو” إلى العشيق متيم بليلى، غير أنها ستطرده كي تحافظ على حياتها وحتى لا تختلط الأوراق، يقوم بقتلها، وتصبح للمتعة مخالب قاتلة، وتتغير أوضاع الرواية بأزمة إضافية لم تكن منتظرة، يعيشها عزيز الذي كان يريد المال فقط، وتعيشها معه ليلى التي كانت تريد المتعة رغم أنها عشقته في سرها. للمتعة مخالب وأوجه كثيرة ، يتداخل فيها الفقر والمال والشيخوخة ونسيان الزوجات، وصور عديدة يعيشها المجتمع المغربي تسائلها هذه الرواية. 

نساء من المغرب، العدد أبريل 2009 

  

  

الرجوع 

Leave A Comment

Recommended Posts