شعرية الألم في ديوان فاتحة مرشيد “أنزَعْ عنّي الخُطى”
محمد نجيم
تعود الشاعرة والروائية المغربية فاتحة مرشيد بعمل شعري جديد أصدرته ضمن منشورات دار توبقال في الدار البيضاء وأطلقت علي “أنزَعْ عنّي الخُطى”.
عمل شعري مائز يأتي بعد أعمال شعرية أخرى منها”إيماءات”، “ورق عاشق”، “تعال نُمطر”، أي سواد تخفي يا قوس قزح”، “آخر الطريق أوله”، “ما لم يُقل بيننا”. ويقع الديوان الجديد في 102 صفحة من الحجم المتوسط.
في عملها الشعري تكتب فاتحة مرشيد قصائدها بنفس شعري سَلس، خال من الاضطراب، وبلغة شفافة ناعمة مثقلة بأنفاس الأنثى وعطرها، فضلا عن قوتها التعبيرية لتستنطق الحواس والموغلة في الذات والأعماق القلقة والمُتشظية. تحاول الشاعرة فاتحة مرشيد في نصوص الديوان أن تُعبّر عن ما يختلج في الذات وما يمور فيها، تحمل نداءات للعالم وللرجل الحبيب والصديق، كما تحاول التخلّص من ذكورية الرجل واستبداده، والإمساك باللحظات المنذورة للعدم.
كما تحاول الشاعرة بكل مالها من قوة تعبيرية، وصور جمالية الإمساك بالزائل والأشياء والذكريات واللحظات الجميلة التي تمضي وتترك مكانها في قلب الشاعرة، الأشياء التي تترك المكان موحشاً وفارغاً.
تحاول الشاعرة فاتحة مرشيد بقصائد عملها هذا رصد هواجس وأعماق الذات التي تشتعل كالبركان الشاعرة وما يعتمل فيها في ظل تجربة الحياة والعشق، مع رصد بارع لأشياء الوجود التي تلتف بالكائن وتصنع الفرح، العشق، الوحدة، اليأس والمخاض المؤلم لتجربة امرأة تعبّر عن ما يختلج ويمور في أعماق الذات التي تنطق بآلامها وأفراحها وهواجسها، شاعرة تختار كلماتها بدقة، وتختار تعابيرها كما تختار الأزهار والورود من حديقة سرية وهي تعمل على تكثيف نصها الشعري لبناء معمار له جماليته وقوته.
جريدة الاتحاد الإماراتية، السبت 21 فبراير 2015
http://www.alittihad.ae/details.php?id=18398&y=2015