سوسن دهنيم:
تجدها تارة خجولة تواري المشاعر بمسحة من خجل وتارة تتمرد الجرأة لتظهر جلية للأعين، تصف الحب بشيء من البراعة وتصف الشوق خلخالا لا يكتم صوت رنينه الوقوف. وفي الجزء الثالث ”رشفات” يلفت أنظار القارئ اختزال الشاعرة للبوح في بضع كلمات تحاكيك بحروف يبهرك اختصارها بما قل ودل من مشاعر وحكايا، فتجد أطول القصائد لا تزيد عن عشرين كلمة. هي رشفات لمواضيع متعددة لا تحكي الحب وحده ولا الحياة وحدها.
حين تتصفح “ورق عاشق” تجد في سطوره رائحة الأنثى التي تحاول تقمص دور الذكر بأن تكتب على لسانه العديد من القصائد، وكأنها خير عارفة بمشاعره وبما يؤثر في المرأة منها، وقد أدركت فاتحة مرشيد أهمية خروج الشاعر على مبايعة الصمت والتواطؤ مع الذات والقلم، وما كان منها إلا أن أعلنت الدعوة للقول والثورة الذاتية على النفس قبل الغير بما زفته إلى القراء من شعر.