:عبد السلام المساوي
صدر للشاعرة المغربية فاتحة مرشيد ديوان شعري جديد بعنوان: “آخر الطريق.. أوله” عن المركز الثقافي العربي في 136 صفحة من الحجم المتوسط، هو الديوان الخامس في ريبيرتوارها الشعري، بعد دواوينها (إيماءات) 2002، و(ورق عاشق) 2003، و(تعال نمطر) 2006، و(أي سواد تخفي يا قوس قزح) 2006.
ولأن “الأدب هو الدليل على أن الحياة لا تكفي كما يقول فردناندو بسوا، وهي القولة التي آثرت الشاعرة أن تتصدر إضمامتها، فقد جاءت القصائد مفعمة بالحيوية والحركية، زاخرة بالتصوير الذي يروم الإحاطة الدقيقة باللحظة الشعرية المفعمة بالعمق الفكري والرهافة الوجدانية.. كأن التضجر باليومي المدبب يدفع بالشاعرة إلى شحذ الخيال بحثا عن لغة خاصة تنجح في جعل الحياة جديرة بأن تعاش، وتستشرف أفقا أبهى يعوض أعطاب الوجود وخساراته. قصائد لا نملك إلا أن نقر بقدرتها على أسر قارئها منذ الوهلة الأولى..
في هذا الخضم الشعري الساحر الذي يتيحه ديوان “آخر الطريق.. أوله..” نقف على وليمة رمزية من الدلالات التي تؤثث الرؤية الجمالية والموقف من العالم، حيث تبدو القصائد ـ خلال ذلك ـ كبسولاتٍ مكثفة ومجدية، فالشاعرة طبيبة ماهرة عارفة بمكر الداء تدرك كيف تواجه باللغة أصعب المخاطر الوجودية التي تحيط بالذات حسّاً وتجريداً.
عشر قصائد هي حصيلة هذه المجموعة، ومع ذلك يخيل إلينا كما لو أننا أمام قصيدة واحدة طويلة بعناوين فرعية.. وهذا االأمر مبرر بتجانس التجربة على مستوى اللغة الشعرية معجما وتركيبا، وعلى مستوى الخيط الناظم للفكر والوجدان والحدس الذي يميز الشاعرة فاتحة مرشيد.
من أجواء الديوان الجديد نقرأ:
لوْ كانَ بالإمْكان
قَفزْتُ إليْكَ
قُبْلةً واحِدة
بَدَل
تَلعثُمي
عَلى الورَق اللَّعِين
………….
لوْ كان بالإمْكان
جمَّعتُ كلَّ الأعْوام المُقبلة
في اللحْظَة
الآنَ
بَدلَ
غَدٍ
ينْحشِر سُعالاً
في سيرتي الذاتية
جريدة العلم الثقافي، الخميس 18 من يونيو 2009