عبد الرحمان مجيد الربيعي
لا يمر عام إلاّ وتقدم الروائية والشاعرة المغربية د. فاتحة مرشيد على إصدار كتاب جديد حيث تتراوح إصداراتها هذه بين الشعر والرواية وبذلك أصبحت في رصيدها مدونة ثرية، وآخر ما أصدرت مجموعة شعرية بعنوان “انزع عني الخطى” التي تضم أربع قصائد طويلة تتوزع على مقاطع مكثفة قصيرة تذكرنا بقصائد “الهايكو” اليابانية. ونجد الشاعرة في ديوانها هذا مسكونة ب”فريديريك نيتشه” إذ أم كل قصيدة من القصائد الأربع تبدأ بقول له ربما كان ذلك تلاقيا ما بينها وبين هذا الفيلسوف الألماني الشهير ليس بإمكاننا أن نحدده كما أنه ليس مطلوبا منا ذلك.
عناوين القصائد الأربع هي: انزع عني الخطى – وهي القصيدة التي يحمل الديوان اسمها- ثم: لن أموت مرتين/ عطلة الحب/ هلوسات الماء.
ويبدو لنا أن توزيع المحتوى الشعري على هذه العناوين الغاية الأولى منه كسر الرتابة واسترداد أنفاس قارئها، وإلا فإن مناخها هو مناخ واحد وأتمنى أن تكون ملاحظتي هذه دقيقة.
تبلغ الشاعرة بعملها هذا ذروة شعرية، حيث التكثيف يبلور القصيدة ويصهرها لتأتي السبيكة نادرة.
وهنا نورد بعض ما دهبنا إليه وسنضع ترقيما لم تضعه الكاتبة في ديوانها، تقول:
(1)
أيها السائر
في سبيل ما عاد يرضيه
قف
حيث يرتاح منك الظل
(2)
لن أكون سمكة حمراء
تلتف حول نفسها
في قليل ماءك
لي قرابة بالأزرق
وشغف بالسفن
التي لا تعود
(3)
بيني وبيني سوء فهم
وسوء حب
وبعض ولاء لطفلة
ما زالت تمارس الوقوف
كي تبهرك
(4)
قد أستغني عن الفرح
أما الحزن
فعماد الأعماق السرية
(5)
الرغبة عندك عين
وعندي أذن
وشوش في أذني
يسقط عني العمى
(6)
أنامل عينيك
تدثرتي حياة
حين تفك عني
قيود الرداء.
أوردا أكثر من مثال وأكثر من قصيدة لندلل على واحدية عالمها الشعري المسير (سريا) بأقوال نيتشه.
هذا الديوان من المؤكد أنه يحمل اختلافه وإضافته في اشتغال هذه الشاعرة المقترة بأناقة.
نشير هنا إلى أن الشاعرة قد اصدرت الدواوين التالية: إيماءات (2002) ورق عاشق (2003) تعال نمطر (2006) أي سواد تخفي يا قوس قزح (2006) آخر الطريق أوله (2009) ما لم يقل بيننا (2010) وأعمال أخرى.
ولها في الرواية: لحظات لا غير (2007) مخالب المتعة (2009) الملهمات (2011) الحق في الرحيل (2013).
ولها مؤلفات في البحث وفي الطب وهو اختصاصها.
جاء ديوانها الجديد في 102 صفحة من القطع المتوسط –منشورات دار توبقال (المغرب) 2015.
مجلة الحياة الثقافية
تونس/ العدد 258 فبراير 2015
