الطيب ولد العروسي
صدر في الدار البيضاء، عن منشورات دار الثقافة، ديوان بعنوان: “ورق’ عاشق” للشاعرة فاتحة مرشيد. يقع الديوان في 173 صفحة تزينها رسومات الفنان أحمد جاويد التي يغلب عليها اللون الأصفر. قسمت الشاعرة ديوانها إلى أربعة أبواب.
يحمل الباب الأول القصيدة الأساسية “ورق عاشق” وتمتد على 81 صفحة،:
و الباب الثاني عنوان “هسيس الفراشات” و الباب الثالث بعنوان ” رشفات” .
أما الباب الرابع فهو بعنوان “ألوان القلق” وهي عبارة عن قصيدة واحدة.
تستعمل الشاعرة مرشيد الأنا المذكر، لكي تهيم حبا وشوقا قي حبيبتها، “حبيبها”، خاصة عندما يتمثل هذا الهيام في الغراميات الإباحية، وهذا ما تقوم به في قصيدتها التي تحمل عنوان المجموعة “ورق عاشق”، إذ المذكر يتكلم عن حميميته وغرامه بطريقة شاعرية تتجاوز المسكوت عنه .
“وحدك
استطعت
تجسيد
كل النساء
اللواتي
أحببت
وكل اللواتي
حلمت
أن يطأن
بأعلى كعبهن لذاتي”
أو عندما تقارن الشاعر بالحبيب:
“إن كان الشعر
كحبك
يفتح قوة
وسط الظلام
كم يلزمني
من معلقة
لأقهر
هذا الدمس”
أما في بقية قصائد الديوان الأخرى، فنرى أن الشاعرة تسترجع (أناها) المؤنث دون استعمال قناع الرجل، والملاحظ أن الحب والصدق والحنين هي التيمات التي تربط قصائد الديوان، حيث تتكون القصائد من عدة أبيات إلى صفحات طويلة.
كما تتردد كلمة وردة وورود في الديوان ، تحريضا على الحب بكل تداعياته وجمالياته، وكأن الشاعرة تتجلى في هذا التحريض.
لماذا تختبئ الشاعرة مرشيد وراء الأنا الرجل لكي تتحدث عن جسد الأنثى أو “الحبيب”، هل هو مجرد هروب لأن المجتمع لا يسمح بذلك بعد، أم هو ضرورة شعرية؟؟
من خلال قراءتنا للديوان نرى أن الشاعرة تصل بنا إلى أعماق الأنثى، وهي هنا ربما تطلب
من الرجل أو تتمنى أن يأخذ ما تقوله كمفاتيح لإثارة المرأة والتقرب منها..
إنه خطاب “مونولوج” يعكس نظرة الأنثى المبدعة، تثري به الحقل الدلالي بقاموس ربما تود أن يستعمله الرجل العربي حتى ينفذ إلى خباياها.
وهذه الظاهرة كما أسلفت نجدها عند بعض المبدعات مثل نازك الملائكة فدوى طوقان سعاد الصباح وأحلام مستغانمي ، وهي ظاهرة بحاجة إلى دراسة أكثر تعمقا.
اللافت للانتباه أن الشاعرة مرشيد طبية مختصة للأطفال، وربما تأثرت بعالمهم البريء الذي تركها تتغنى بالحب والطمأنينة، لأننا لا نجد عندها أي أثر للحزن والكآبة.