محمد بشكار:
الموتيفات الجمالية التي بذرتها فاتحة مرشيد في نصوصها الشعرية الأشبه بورقات مقطوفة من مذكرة حب يمتزج في روزنامتها الروحية والجسدية المعيشة، القديم بالحديث، لكن نسجل أن جرأة البوح الفواح في هذه النصوص، جاءت معمدة بمسحة رومانطقية شفيفة، مردها في غالب الحزن هو الجرح. كما أن رسومات جاريد بمصاحبتها الفنية المخاصرة للنصوص، انثالت خطاب عشق آخر، فكانت نورا موهجا لظلال الحرف، وحضورا لما غاب من دلالات في ثنيات الأسطر،
ولكم فتنتني حقا الشاعرة في نصها "ألوان القلق" الذي رصعته باب خروج من الديوان، حين توالجت والبحر في قطرة واحدة، مما يجعل ذاكرة القارئ الأشبه بصدف بحري عرضة للريح الحمالة لملح الأعماق المرجانية، تفرغ ما يعمرها من صور الذكرى الزمردية بل يمكن الجزم في هذا المتم، إنها في هذا النص، كأنها اختطفت ريشة الفنان، لتكتب الشعر تشكيلا.. أو ليس الشعر تفكيرا بالصورة..؟